مدن و تاريخ
بسكرة عروس الزيبان
بوّابة الصحراء و ملتقى الحضارات و مهد العلماء
 
إعداد الأستاذ : فوزي مصمودي (مدير المتحف الجهوي العقيد محمد شعباني بسكرة)
 
بسكرة أوفيسيرا أو سكرة ... مدينة الجمال الأخاذ و السحر الفاتن ، منبت النخيل ومحطّ الرحيل ، بوابة الصحراء و إحدى الحواضر العلمية العريقة ببلاد المغرب ، و هي قلعة حضارية تمتد جذورها عبر حقب زمنية سحيقة تعود إلى عشرات الآلاف من السنين ...و همزة الوصل بين مدن الشمال الإفريقي و جنوبه و طريق الحجيج عبرالتاريخ... وحاضنة رفاة الصحابي الجليل و فاتح بلاد المغرب عقبة بن نافع الفهري وثلة من الصحابة و التابعين ...
كما كانت مصدر إشعاع ثقافي و إلهام شعري و مركزا تجاريا مهمّا... إذا ذكر اسمها اقترن بالتمور ذات الجودة العالمية من نوع دقلة نور التي تتميز بإنتاجها . وقد أصبحت طيلة قرون عديدة قبلة لطلاب العلم و المعرفة ، كما برز في ربوعها الفيحاء عباقرة ومفكرون و مصلحون و مناضلون و مجاهدون و علماء... وقد أهّلها هذا التراكم الحضاري أن تكون مثوى للرحالة العرب (المغاربة و المشارقة) والأوربيين الذين دوّنوا مشاهداتهم و ملاحظاتهم في كتب وروايات باللغات العربية و الفرنسية و الإنجليزية و الألمانية طبع أغلبها ...
مناخها و حدودها :
يسود بسكرة (الزيبان عموما) المناخ القاري ، حيث تشتدّ الفروق الحرارية لانفتاحها على المؤثرات الجنوبية الحارة ، فترتفع درجة الحرارة صيفا إلى 48 درجة بينما تنخفض شتاء إلى 3 درجات (1) ، نسبة التساقط ضعيفة تصل إلى 150 ملم سنويا ، وتبعد عن العاصمة (الجزائر) بحوالي 420 كلم من الجنوب الشرقي ، يحدها شمالا بلدية لوطاية ومن الجنوب بلدية أوماش ومن الشرق بلدية سيدي عقبة وبلدية شتمة ومن الغرب بلدية الحاجب.
أصل التسمية :
ظلت التسمية الحقيقية لبسكرة محل خلاف بين المؤرخين و الباحثين و حتى الرحالة العرب والأوربيين لتضارب المصادر التي تتطرق إلى هذه المسألة التاريخية :
1- منهم من يرى أن اسمها ينحدر من كلمة فيسيرا أو فيسكيرا و هي تسمية رومانية تعني المحطة أو المقر التجاري و ذلك لموقعها الإستراتيجي الذي أهّلها كي تكون منطقة عبور و التقاء بين الشمال والجنوب ، و من أهم المحطات الأساسية لخط الليمس (2) الذي شيّده الرومان بعد احتلالهم لبلاد المغرب.
2- كما يرى آخرون أن أصل كلمة بسكرة مشتق من سكّرة ، و قد أطلق عليها هذا الإسم لحلاوة تمورها التي اشتهرت بها و عذوبة مياهها التي تجري خلالها.
3- بينما يعتقد آخرون أن التسمية الحقيقية لها هي (أدبيسينام) و هي كلمة رومانية تعني المنبع ، نسبة إلى حمّام الصالحين المعدني . (3).
أما ياقوت الحموي فقد ورد في معجمه : " بسكرة – بكسر الكاف ، وراء ، بلدة بالمغرب من نواحي الزّاب، بينها وبين قلعة بني حماد مرحلتان ، فيها نخل وشجر وقسب جيد ، بينها وبين طبنة مرحلة ، كذا ضبطها الحازمي وغيره ، يقول : بسكرة ، بفتح أوله وكافه ، قال : وهي مدينة مسوّرة ذات أسواق وحمّامات، وأهلها علماء على مذهب أهل المدينة، وبها جبل ملح يقطع منه كالصخر الجليل ، وتعرف ببسكرة النخيل، قال أحمد بن محمد المرّوذي :
ثم أتى بسكرة النخيل قد إغتذى في زيه الجميل (4).
ومضات تاريخية :
أ-العصور الحجرية :
بعد احتلال بسكرة من طرف الإستعمار الفرنسي في 04 مارس 1844، نشطت عمليات التنقيب والحفريات التي أشرف عليها باحثون و جغرافيون فرنسيون ، وقد تمكنوا من العثور على مجموعة كبيرة من الأجزاء و الأدوات الحجرية التي كان يستعملها الإنسان الحجري الذي استوطن بسكرة منذ عشرات الآلاف من السنين ، وخاصة بقرية عين الناقة شرق بسكرة ، التي تعدّ أهمّ المراكز الأساسية لإنسان العصر الحجري الحديث ، وبقايا أخرى وجدت في كل من بلدة شتمة التي تبعد عن بسكرة بحوالي 7 كلم وبلدة القنطرة التي تبعد عنها بحوالي 55 كلم ... وغيرها ، و تتمثل هذه الأدوات في رؤوس السهام والمكاشط والمزامل .... ( وهو ما يوحي بأن مدينة بسكرة كانت أهلة بالسكان في هذا العصر)
ب - بسكرة في ظل الإحتلال الثلاثي :
         قبل الإحتلال الروماني لها ، سكنت بسكرة قبائل بربرية ، لم يذكر التاريخ عنها سوى نتف قليلة " وقد اعتمدوا في معيشتهم على صيد الحيوانات المفترسة للمتاجرة بها مع الرومان الذين يستعملونها في حياتهم ، كما أنهم لم يعرفوا الزراعة إلاّ في حدود عام 200 سنة قبل الميلاد " (5)
ولأهميتها الإقتصادية وموقعها الإستراتيجي إعتمد عليها القرطاجيون في جلب منتوجاتها الفلاحية التي كانت تشتهر بها في تلك الحقبة .
وقد تمكن الرومان من احتلال بسكرة أثناء سيطرتهم على كامل بلاد المغرب (149 ق - 439 م) وعاثوا فيها فسادا ، بعد أن واجهوا مقاومة عنيفة من طرف السكان الأحرار ، خاصة الملك الأمازيغي يوغرطة والقائد تاكفاريناس الذي امتدت مقاومته من سنة 17 م إلى 24 م، وقد ساعدهما سكان المنطقة وقدّموا لهما كل العون .
ويؤكد الرحّالة والمؤرخ الفرنسي ( جزيل ستيفان) : " أن موقع المدينة الرومانية القديمة بفيسيرا أو بسكرة كان في الضفة اليسرى لوادي بسكرة المعروف حاليا بوادي سيدي زرزور" (6) و هذا بعد انظمامها إلى حكم الإمبراطور أغسطس على يد قائده كورنيليوس فيما بين (19 – 20 ق .م) (7).
         وبعد اعتناق الرومان للمسيحية شيّدوا بها أسقفية تابعة للكنيسة ، وكانت بسكرة في العهد الروماني تعرف بها .
         وبالإضافة إلى أهميتها الدينية فقد اتخذها الرومان مركزا تجاريا مهمّا ومعبرا من خلاله يتوسعون ، ومازالت آثارهم إلى اليوم تشهد على ذلك ، في كل من حي العالية وفلياش ببسكرة ، وحتى في قلب جامعة محمد خيضر ببسكرة حيث بقايا حمّام معدني روماني .
 
         بعد القضاء على الرومان دخلت المنطقة ضمن مستعمرات الوندال الذين أحكموا قبضتهم على بلاد المغرب في عهد ملكهم جنصريق في الفترة الممتدة من (439م - 533م)، إلا أنهم لم يصمدوا أمام ثورة السكان مما اضطرهم إلى الإكتفاء بالمدن الشمالية من البلاد، حتى مجيء البيزنطيين الذين قاموا بطردهم ، لتدخل الجزائر وكافة بلاد المغرب تحت سيطرة احتلال جديد لم يكتف بالتنكيل بالوندال فلقط بل ذاق السكان المغاربة ( البربر) منه الويلات، إلاّ أنهم قاوموا هذا الدخيل بقيادة بيداس بجبال الأوراس و أرتياس و يناس ... و غيرهم.
وقد بقيت المنطقة تتخبط في صراعات دموية واضطرابات حتى مجيء المسلمين الفاتحين .
 
جـ - الفتح الإسلامي لبسكرة :
في القرن السابع الميلادي وفي حدود عام ( 27 هـ - 647 م ) إنطلقت جحافل المسلمين من مصر لفتح بلاد المغرب ، ولم يتمكنوا من ذلك إلا بعد مقاومات عنيفة من طرف السكان الأمازيغ الذين ظنوا أن المسلمين غزاة و محتلون كالرومان والبيزنطيين.
         ولم يتمكن المسلمون من الفتح والتمكين لدين الله ، إلا بعد عدّة حملات قادها فاتحون أجلاّء أمثال عبد الله بن أبي سرح ومعاوية بن حديج وعقبة بن نافع وأبي المهاجر دينار ...، وكباقي المدن الجزائرية استطاع الفاتحون المسلمون فتح بسكرة وطرد الحاميات البيزنطية (الرومية) منها .
إلا أن الأقدار لم تمهل الفاتح عقبة بن نافع الفهري حيث استشهد فيها وارتوت أرضها بدمهو دماء ثلة من الصحابة والتابعين ، قدر عددهم بأكثر من ثلاثمائة شهيد عام 64 هـ الموافق لـ : 683 م ، بعد أن نصّب لهم الملك الأمازيغي كسيلة رفقة بقايا من البيزنطيين والبربر كمينا في موقعة تهودة (8) بعد ذلك نقل جثمانه و جثمان أبي المهاجر دينار و سيدي عسكر إبن عم عقبة و غيرهم إلى البلدة التي تعرف اليوم باسم سيدي عقبة (18 كلم شرق مدينة بسكرة )
د- بسكرة في العهد الإسلامي :
بعد الفتح الشامل والتمكين ببلاد المغرب واندماج السكان الأمازيغ بالعرب المسلمين ، خاصة في عهد حسّان بن النعمان دخلت بسكرة كباقي المدن والأمصار تحت حكم الولاة التابعين مباشرة للدولة الأموية ، ومن بعدها الدولة العباسية ، وبعد استقلال الأغالبة بتونس عن العبّاسيين عام (184 هـ-800م) ، أصبحت بسكرة و ما جاورها من قرى الزاب مقاطعة تابعة للدولة الأغلبية " حيث كان يحكم بسكرة أنذاك الأغلب بن سالم الذي كان يطلق على واحاتها اسم رأس إفريقيا " (9).
وبعد أن قضى الفاطميون على الدولة الرستمية بالجزائر عام (296 هـ - 909 م ) وعلى الدولة الأغلبية بتونس عام (297 هـ- 909 م) دخلت بسكرة تحت حكمهم خلال الفترة الممتدة من (296 هـ إلى 362 هـ) ، بعدها تمكنت عائلة بني رمان من التحكم في زمام أمورها ، هذه العائلة التي قال عنها ابن خلدون:" كانوا يحكمون بسكرة وعامة ضياعهم ".
وفي عهد الدولة الحمّادية بالجزائر (1007 م - 1152 م) ثار جعفربن رمان الذي كان له صيت وشهرة ، على بلقين بن محمد الحمّادي عام (450هـ - 1058م) فسيّر الأمير الحمّادي إليه جيشا تحت قيادة وزيره خلف بن أبي حيدرة، فدخل بسكرة عنوة، وألقى القبض على زعماء وشيوخ بني رمان واحتملوا إلى قلعة بني حماد بالقرب من المسيلة فقتلهم جميعا" (10).
وفي العهد الثاني للحماديين نزحت قبائل بني هلال وبني سليم إلى بسكرة واتخذوها من أهم مراكزهم ... إلا أن عائلة بني سندي تمكنت من صدّهم وأعطت ولاءها للحماديين الذين حوّلوا عاصمة ملكهم من القلعة بالمسيلة إلى بجاية الساحلية ، خوفا من هجمات الهلاليين وذلك في عهد السلطان الناصر بن علناس .
بعد ذلك برز الموحّدون في القرن 12 م الذين تمكنوا من القضاء على المرابطين بالمغرب الأقصى والحماديين بالجزائر والزّيريين بتونس ووحدوا بلاد المغرب قاطبة ولأول مرة في التاريخ تحت راية عبد المؤمن بن علي النّدرومي الجزائري والزعيم الروحي المهدي بن تومرت المغربي ، وقد دخلت بسكرة تحت حكمهم .
بعدها بدأ الضعف يسرى في جسم الدولة الموحدية عقبهزيمتهم في معركة (حصن العقاب) بالاندلس عام 1212م، حتى سقطت نهائيا بتاريخ (667 هـ - 1269 م) فانقسمت بلاد المغرب من جديد إلى ثلاث دول هي المرينية بالمغرب الأقصى ، والزّيّانية بالجزائر والحفصية بتونس ، ولم تستقر بسكرة في هذا العهد ، حيث كانت تضم إلى الحفصيين ومرة إلى الزيانيين و أخرى إلى المرينيين.
إلا إنها تمنكت من الانفصال عن دولة الحفصيين بتونس عام 1511 م واستطاعت بعد ذلك أن تحافظ على استقلالها، حتى استولى عليها حسن آغا التركي عام 1541م . وجعل فيها حامية تركية وهذا في ظل الوجود العثماني بالجزائر ( 1516م -1830م).
 
هـ - بسالة في وجه الاستعمار الفرنسي :
لمّا انقضّت فرنسا على العاصمة ( الجزائر ) في 05 جويلية 1830 شرعت في ابتلاع باقي أجزاء الدولة ، رغم تعهدها بالاكتفاء فقط بالعاصمة ، ومن المناطق التي سعت عمليا لاحتلالها منطقة بسكرة باعتبارها منفذا وطريقا إلى المناطق الجنوبية الشرقية من الوطن، وكانت في ذلك الحين تمثل الولاية الثامنة لدولة الأمير عبد القادر ( 1807 م- 1883م ) ، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وكان مقر هذه الولاية مدينة سيدي عقبة ، وقد تعاقب على إدارتها كل من فرحات بن سعيد والحسين بن عزوز ومحمد الصغير بلحاج على التوالي .
وفي 04 مارس 1844 تمكنت القوات الاستدمارية بقيادة الدوق دومال بن الملك الفرنسي من دخول بسكرة وشيّدت بها حصنا ، كما يؤكد ذلك الدكتور محمد العربي الزبيري (11).
ورغم احتلال المستعمر البغيض لعاصمة العمالة (بسكرة ) إلا أن جذوة الجهاد والتمرد ضد العدو ظلت متّقدة في أنفس أبنائها.
و-من الجهاد بالسّلاح إلى النّضال والإصلاح :
         بعد فشل الانتفاضات الشعبية والثورات المنظمة التي قادها الشعب الجزائري ضد المحتل الغاصب خلال القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين ، لجأ الجزائريون إلى أسلوب جديد في المقاومة ممثّلا في الخيار السياسي والإصلاحي بتأسيس الأحزاب والجمعيات والنوادي وإصدار الصحف والمجلات وتنظيم المظاهرات والتجمعات الشعبية ..
وبحكم تاريخها وموقعها الاستراتيجي أصبحت بسكرة خلال العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين معقلا للحركتين الوطنية والإصلاحية ، خاصة حزب الشعب الجزائري وبعده حركة الانتصار للحريات الديمقراطية التي أسسها أب الحركة الوطنية الجزائرية السيد مصالي الحاج، كما احتضنت المنظمة العسكرية الخاصة التي شرعت في التحضير للعمل المسلّح و الثورة ضد العدو الفرنسي بداية من عام 1947، كما كانت بسكرة إحدى أهم مراكز حركة أحباب البيان والحرية التي تحولت إلى الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري عام 1946 بقيادة السيد فرحات عباس وكان نائبه الدكتور سعدان يقيم ببسكرة والتي حوّلها إلى فضاء لنضاله الوطني و التصدي لعنجهية العدو الفرنسي .
ونتيجة للطابع العلمي والثقافي الذي تتميز به بسكرة تاريخيا أضحت حاضرة لجمعية العلماء المسلمين التي قادها رائد النهضة الجزائرية المعاصرة عبد الحميدبن باديسبحكم أن كثيرا من زعمائها أنجبتهم منطقة بسكرة وعلى رأسهم العلامة الطيب العقبي والشيخ محمد خير الدين نائب رئيس الجمعية ، وشاعر الجزائر الكبير محمد العيد آل خليفة والشيخ علي مغربي والشيخ أحمد سحنون والشيخ فرحات بن الدّرّاجي والشيخ محمد الهادي السنوسي الزّاهري ...وغيرهم .
تاريخ الصحافة ببسكرة :
من أوائل المناطق التي ظهرت بها الصحافة العربية في الجزائر قبل ثورة نوفمبر ( 1954 -1962) مدينة بسكرة التي صدرت بها العديد من الصحف منها :
1 - جريدة صدى الصحراء :وهي : " نشرة إسلامية علمية أدبية إجتماعية إصلاحية إنتقادية " شعارها :
" العمل " على درء المفسدة قبل جلب المصلحة " (13) أسسها الشيخ أحمد بن العابد العقبي ، وشارك في تأسيسها الشاعر الصحفي الشهيد الأمين العمودي والشيخ الطيب العقبي والشاعر محمد العيد آل خليفة ، صدرت بتاريخ 23 نوفمبر 1925 .
2 - جريدة الحق : أسبوعية أصدرها الشيخ علي موسى العقبي بتاريخ 23 أفريل 1926م ، شعارها : " الحق يعلو و لا يعلى عليه و حب الوطن و الإتحاد " توقفت بعدما صدر منها ثلاثون عددا (14) .
3- جريدة الإصلاح: و هي من أرقى و أهم الصحف الجزائرية قبل الإستقلال لصاحبها العلامة الشيخ الطيب العقبي ، صدرت بتاريخ 08 سبتمبر 1927م و كان الشيخ العقبي يضطر لنقلها إلى تونس حيث كانت تطبع هناك ، ثم حوّلها إلى العاصمة و كانت تعمل جاهدة على محاربة البدع و الشعوذة و الخرافات التي سيطرت على العقول، توقفت عن الصدور عام 1948 م .(15)
4- إضافة إلى صحيفة تاغنّانت(16) و لوكود بومبو أي ضربة بعصا ، أصدرهما السيد أحمد سفيرالعربي عام 1934م، وقد كانتا مقرّبتين منالدكتور سعدان أحد أعمدة حركة أحباب البيان والحرية .(17)
الكشافة والمدارس والمساجد بسكرة :
         كما قامت الكشّافة الاسلامية الجزائرية (18) بدور كبير في بثّ الوعي الوطني والتنوير في أوساط الطليعة والشباب البسكري ، وخاصة فوج ( الرّجاء) الذي تأسس عام 1939م ، وكان فرعا من فوج قسنطينة ثم استقل عنه عام 1941، هذا الفوج الذي خرّج العديد من المجاهدين والشهداء وعلى رأسهم البطل الشهيد محمد العربي بن مهيدي ونور الدين مناني والشيخ محمد بن العابد الجلاّلي والشيخ محمد الصادق مراوي المحامي ...وغيرهم ، كما شارك مناضلو الفوج في مظاهرات 8 ماي 1945 م ببسكرة .
إلى جانب ذلك كانت مساجد وزوايا منطقة بسكرة مركز إشعاع ثقافي وعلمي حيث قاومت الفرنسة والمسخ و التشويه الذي تعرضت له الشخصية الوطنية الجزائرية وتاريخها الذي يمتد عبر قرون عديدة ، منها مسجد (بكّار) بقلب مدينى بسكرة الذي رابط به الشيخ الطيب العقبي بعد عودته من الحجاز، وقد شهد المسجد عام 1929 مبايعة محمد العيد آل خليفة بإمارة الشعر الجزائري المعاصر (19) بحضور نخبة من شعراء الجزائرأنذاك . و سيدي بركات ...
          أما الزوايا فقد اشتهرت منها الزاوية القادرية والزاوية التيجانية ببسكرة .
      أما المدارس العتيقة فأشهرها مدرسة ( الإخاء) التي تأسست عام 1931 م (20) ، ومدرسة التربية والتعليم التي شيدتعام 1947م - تقريبا - ودشنت بحضور الشيخ البشير الإبراهيمي ( 1889- 1965 م ) خليفة العلاّمة ابن باديس فيرئاسة جمعية العلماء، وقد تخرّج فيها ثلة من أبناء بسكرة الأماجد و الوطنيين الأحرار .
 
من أعلام و عظماء بسكرة :
        من المتفق علية لدى الدارسين و الباحثين و حتى محدودي الثقافة ، أن بسكرة أنجبت و مازالت تنجب من رحمها العديد من العلماء و العظماء و الأبطال في شتى الميادين والاختصاصات ومن هؤلاء :
 
- لعل أقدمهم العلاّمة عبد الرحمان بن زرزر( زرزور) الذي توفي عام 291 هـ ، وهو من الشعراء و الفقهاء.
      - و العلامة أحمد بن نصرالدّاودي (ت 402 هـ- 1011م) الذي يعد حسب جمهور المؤرخين أول من شرح صحيح البخاري في كتابه (النصيحة) ، و موطأ الإمام مالك في كتابه (النامي) ، و من أثاره كتاب : الأموال ، الواعي في الفقة ، الإيضاح (21).
     - كما أشتهر في القرن الخامس الهجري الأستاذ يوسف بن علي بن جبارة أبو القاسم الهذلي البسكري الذي برع في مجال القراءات و التكلم و النحو ، زار بغداد و أصبهان ، وعيّنه نظام الملك مقرئا في مدرسته بنيسابور ، توفي عام 465 هـ - 1073 م (22) .
     - و الشيخ العالم أبو الفضل البسكري من علماء القرن الخامس الهجري.
     - أما في القرن السادس الهجري ، فقد اشتهر الفقيه الحسين بن يحي البسكري ، قاض من فقهاء المالكية ، سكن المغرب الأقصى أيام عبد الحق المريني ، الذي ولاّه القضاء هناك، توفي عام 607 هـ .
    - و الشيخ عبد الله بن عمر بن موسى البسكري ، أبو محمد من علماءالمالكية ، شاعر وأديب ، رحل إلى المشرق واستقر بالمدينة المنورة توفي عام 1364 م (23) .
   - و الشيخ محمد بن عمربن عنقة الذي اشتهر بالحديث و الفقة المالكي ، رحل إلى بلاد الشام ومصر والحجاز طلبا للحديث ، توفي حوالي 804 هـ .
   - أما فيما يخص النساء فقد اشتهرت منهن المحدثّة أم الحياء البسكرية ، صفة بنت محمد بن محمد بن عمر، من فضليات النساء رحلت إلى المدينة مع أبيها ، و حدّثت هناك ، عاشت في القرن التاسع الهجري ، ترجم لها السخاوي في كتابه (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع) ( 24) .
 - - أما العلاّمة ناصربن أحمد بن يوسف بن منصورالبسكري المعروف بابن مزني ، فقد عرف بالفقه والتاريخ، كما اتصل بالعلماء ، كابن خلدون ، ولزم ابن حجر العسقلاني ، توفي سنة 1420 م. (26)
 
بسكرة في عيون الرحالة العرب و الأوروبيين :
         لقد مرّ بمدينة بسكرة وبقراها العديد من الرحالة ، الذين تحمّلوا مشاق السفر و وعثائه وقدموا إليها من مختلف الانطار والمناطق والقارات، سواء المغاربة والعرب أو الأوربيين والأمريكان... فاتحون، علماء ، أدباء ، شعراء ، مؤرخون ، سياسيون، جواسيس ، سفاحون، منصرون، غزاة...، وفدوا إلى الزيبان ( بسكرة ) ليسبروا أغوارها ويكتشفوامعالمها التاريخية والحضارية ويطّلعوا على آثارها التي ماتزال شامخة ، ويستمتعوا بمناظرها السياحية الخلابة التي قلّما يوجد مثلها في بقعة أخرى على وجه الأرض .
ومن أشهر المؤرّخين والجغرافيين والرحالة الذين زاروا بسكرة ودوّنوا مشاهداتهم وملاحظاتهم :
الرحالة أبو عبيد البكري( 1040-1094م): الذي زارها ، ومن أهم ما كتب عنها : " وبسكرة كورة فيها مدن كثيرة، وقاعدتها بسكرة وهي مدينة كبيرة، كثيرة النخيل والزيتون ، وأصناف الثمار،وهي مدينة مسورة عليها خندق ، وبها جامع ومساجد كثيرة وحمّامات وحواليها بساتين كثيرة .. فيها أجناس التمور.. وأهلها على مذهب أهل المدينة ..." (28) .
أما الرحالة أبو سليم عبد الله العيّاشي ( 1626م - 1679م): فقد وصل المنطقة في حدود عام 1663م ، وعن بسكرة يقول: " هذه المدينة من أعظم المدن وأجمعها لمنافع كثيرة مع توافر أسباب العمران فيها ، قد جمعت بين التل والصحراء، ذات نخيل كثير وزرع كثيف وزيتون ناعم وكتان جيد وماء جار في نواحيها وأرحاء متعددة تطحن بالماء و مزارع حنّاء إلى غير ذلك من الفواكه والخضر والبقول وكثرة اللحم والسمن في أسواقها، وبالجملة ما رأيت في البلاد التي سلكتها شرقا وغربا أحسن منها ولا أحصن ولا أجمع لأسباب المعاش ..." (29) .
أما مؤسس علم الاجتماع المؤرخ عبد الرحمان بن خلدون ( 732 هـ - 808 هـ )  فقد لجأ إلى بسكرة بعدما ضاقت عليه الأرض بما رحبت فأوته عائلة بني مزني خلال القرن الثامن الهجري ، ولبث عندهم مدة ليست باليسيرة، أختلف المؤرخون في تحديدها . وفي ذلك يقول : " فدخل إلينا محمد بن مزني ذاهبا إلى الزاب فرافقته إلى بسكرة ،ودخلت إلى أخيه هنالك ونزل هو ببعض قرى الزاب تحت جراية أخيه إلى أن انصرم الشتاء" (30) ومن أهم ماقاله عنها كذلك : "... قاعدتها بسكرة ، من كبار الأمصار بالمغرب ، وتشمل على النخل والأنهار والفدن والقرى والمزارع " .
والرحالة الأندلسي الحسن الوزّان (ت قبل 1550م) المعروف بليون الافريقي ، الذيدوّن مشاهداته في كتابه الشهير ( وصف إفريقيا ) (31) ، والصحفية الأديبة الروسية ايزابال ابرهاردت (1877– 1904م) التي كانت تتزيّ بلباس الفرسان العرب وتجوب الصحاري ، والرحالة الجغرافي ماسكوري الذي نشر أبحاثه حول بسكرة بالمجلة الافريقية الفرنسية في العدد الصادر بتاريخ 1879 (32) والأمريكي المزارع الرحالة هنري سايمون الذي وفد إلى بسكرة عام 1913 وأخذ فسائل النخيل من نوع (دقلة نور) إلى صحراء كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وقام بغرسها هناك .
يضاف إلى هؤلاء المفكّر كارل ماركس الذي قصد بسكرة في حدود عام 1882 بعدما نصحه الأطباء الإنجليز بأن شفاءه بحمّامات بسكرة ، والروائي روبارت هيتشنس الذي كانت زيارته عام 1890 وقد ألف حول حديقتها (جنان لندو) روايته الشهيرة ( جنة الله) وقد طبعت أكثر من عشرين مرة بالفرنسية و الإنجليزية.
والشاعر الفرنسي أندريه جيد (1869م-1951م) صاحب جائزة نوبل في الأدب لعام 1947م ، الذي ظل متشبثا ببسكرة ، بل إن آخركلمة تفوّه بها هي " بسكرة ... الصحراء " إلى جانب الرحالة الالماني هاينريش فون مالتسان الذي وفد إليها عام 1863 ونشر رحلته في كتابه ( ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا) (34) والرحالتان ماركايو دامريك و جورج هيرتز اللذان وفدا إلى بسكرة عام 1954م ونشرا ما شاهداه في كتيب مزدان بلوحات فنية تصور جوانب عدة من حياة سكان المنطقة (35).
 
ــــــــــــــــ
الهوامش :
1 مجلة الزيبان ، العدد الثاني ، بسكرة ، الجزائر 1984ص 12.
2 خط الليمس: شيده الرومان في القرن 2 الميلادي ويمتد من الجريد التونسي إلى بلدة بادس وتهودة وبسكرة ويمر عبر أوماش وامليلي وبيقو وأورلال وطولقة وبنطيوس ...وهو عبارة عن قلاع ومبان ومراكز للحراسة، أي خط تحصينات دفاعية ، وقد بلغ أقصى توسعه في المناطق الجنوبية من الأوراس عند إنشاء المعسكر الكبير بجميلي ( امليلي ) قرب أوماش إحدى بلديات ولاية بسكرة وذلك عام 126 م ، في عهد الامبراطور هدرياق وهذا لمنع تسرّب قبائل الجيتول الصحروية إلى الشمال الجزائري .
3 - فوزي مصمودي ، بسكرة الزيبان ، مجلة المعرفة ، عدد 17 ، ديسمبر1993 ص 49.
4 - ياقوت الحموي - معجم البلدان ، دار صادر للطباعة والنشر-بيروت دون طبعة ، 1399 هـ - 1969 ج 2 ، ص 422 .
5 - الهادي فاتح ، بسكرة كبرياء عروس الزيبان ، يومية الخبر، الثلاثاء 26 ماي 1998 الموافق لـ : 29 محرم 1419 هـ.
6- د . محمد الصغير غانم ، تراث منطقة بسكرة والتخوم الأوراسية ، مطبعة الشهاب ، باتنة، الجزائر ، دون طبعة ودون سنة ، ص 23.
7- المصدر السابق . ص 24.
8- تهودة أو تهوذة : من أشهر المدن المغربية القديمة ، تبعد عن مدينة بسكرة بحوالي 26 كلم ، قال عنها الرحالة البكري (القرن 11 م) " تهودة من أعظم مدائن المغرب ،وتعرف بمدينة السحر وهي مدينة آهلة ، كثيرة الثمار والنخيل والزروع ولها جامع جليل ومساجد كثيرة وأسواق وفنادق ونهر يصب في جوفيها ... " إلا أنها عرفت أكثربحادثة استشهاد الفاتح عقبة بن نافع ومن معه كما سبق ذكره .
9 - د . ناصر طراي - تاريخ بسكرة عاصمة الزيبان - نشرة من إعداد نادي التاريخ والآثار ، خلية الإعلام والإتصال لولاية بسكرة .
10- أنظر عبد الرحمان بن خلدون - كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الاولى 1413هـ 1992 م ج 6 ص 204 (بتصرف).
11- د . اسماعيل العربي ، الصحراء الكبرى وشواطئها ، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر ، دون طبعة 1983 م، ص 148 والدكتور إبراهيم مياسي ، المجلة الخلدونية ، احتلال بسكرة 1844 ، العدد 2 ، 2001 ص43 .
12-الدكتور يحي بوعزيز ، ثورات الجزائر في القرنين التاسع عشروالعشرين ، منشورات المتحف الوطني للمجاهد ، الجزائر ، الطبعة الثانية ، بدون تاريخ ، ج1 ص95
13- د محمد ناصر، الصحف العربية الجزائرية من 1847 إلى 1939 ، الشركة الوطنية للنشرو التوزيع ، الجزائر دون طبعة ، 1980 ، ص62
14- المصدر السابق ص79
15- المصدر السابق ص85
16- تاغنّانت : مصطلح أمازيغي محلي يستخدمة عامة الجزائريين ، بمعنى المعاندة و التصدي الدائم ، طبعا ضد الإستعمار الفرنسي .
17- فوزي مصمودي ، تاريخ الحركة الصحفية ببسكرة من 1919 إلى 1956 ، كتاب مخطوط ينتظر الطبع.
18- تأسست الكشافة الإسلامية الجزائرية عام 1936 على يد الشهيد محمد بوراس (1908م-1941) بايعازس من العلامة عبد الحميد بن باديس ، و خلال الحرب العالمية الثانية قامت السلطات الإستعمارية الفرنسية بقتلة بحجة تعاونه مع الألمان.
19- الشيخ زهير الزاهري ، بسكرة ومنطقتها ، نشرة قامت بطبعها الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية عام 2000 م.
20- الشيخ محمد خيرالدين ، مذكرات ،ج1 ، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر ، بدون تاريخ ص92
21- عادل نويهض ، معجم أعلام الجزائر ، دار نويهض الثقافية للتأليف والترجمة و النشر ، بيروت، الطبعة الثانية ، 1400هـ - 1980م ص141 .
22 - الإمام شمس الدين الذهبي ، طبقات القرّاء ، تحقيق الدكتور أحمد خان ، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الرياض المملكة العربية السعودية ، الطبعة الأولى ، 1418هـ- 1997م المجلد الثاني ص651.
23- عادل نويهض ، المصدر السابق ، ص42 .
24- شمس الدين السّخّاوي ، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ، منشورات دار مكتبة الحياة بيروت لبنان        ( بدون تاريخ ) .
25- د عمار طالبي ، عبد الرحمان الأخضرى حياته و أعماله ، مجلة العلوم الإسلامية ، السنة 2 ، العدد الثاني ، رمضان 1407 هـ ماي 1987م.
26- عادل نويهض ، المصدر السابق ، ص295 .
27- فوزي مصمودي ، أعلام من بسكرة ، الجمعية الخلدونية للأبحاث و الدراسات التاريخية لولاية بسكرة ، مطبعة الصقر ، الطبعة الأولى ، 2001 ، ج1 ، وقد استغرقت في تأليفه ما يقارب العشر سنين ، واعتمدت في إعداده على عشرات المصادر والمراجع المكتوبة والشفاهية .
28- د إسماعيل العربي ، الصحراء الكبري وشواطئها ، مصدر سابق ،  ص148 .
29- مولاي بالحميسي ، الجزائرمن خلال رحلات المغاربة في العهد العثماني ، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ، الجزائر ، الطبعة الثانية ، 1981.
30- عبد الرحمان بن خلدون ، كتاب العبر ، مصدرسابق ، المجلد 7 ص477 .
31- " وصف إفريقيا ّ " كتاب للرحّالة الحسن الوزّان المغربي الأندلسي - طبع باللغة الفرنسية بتاريخ 1956، وقام بترجمته الى اللغة العربية الأستاذ عبد الرحمان حميدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض - المملكة العربية السعودية عام 1979 .
32- المجلة الإفريقية ، من المراجع المهمة في تاريخ الجزائر خلال النصف الثاني من القرن 19م و النصف الأول من القرن ال 20 أسسها الفرنسي سيروكا الذي كان ضابطاببسكرة وشارك في حصار الزعاطشة عام 1849 ، وقد أعاد ديوان المطبوعات الجامعية بالجزائر طباعتها .
33- عبد الله ركيبي- الجزائر في عيون الرحالة الإنجليز - كتاب مسلسل نشر بيومية (صوت الأحرار) وقد اعتمدنا على العدد رقم 911 ، الصادر بتاريخ 26 فيفري 2001 .
34- هاينريش فون مالتسان ، ثلاث سنوات في شمالغربي إفريقيا ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الجزائر ، دون طبعة ، 1979م.
35- قامت بلدية بسكرة في العهد الإستعماري بطبع و نشر الرسالة في 15 نوفمبر 1954 في بداية الثورة ، ثم قام الأستاذان عبد الحليم صيد و لزهر بن عيسى بترجمتها و نشرها بجريدة العقيدة الجزائرية في حلقتين بالعدد 95-24 جوان 1992 و العدد 96- الأربعاء 1 جويلية 1992، ثم أعيد نشرها في كتاب أبحاث في تاريخ زيبان بسكرة ، جمع و إعداد عبد الحليم صيد – مطبعة سوف – الوادي (2000). 36- نشرة صادرة عن جمعية الناصرية بخنقة سيدي ناجي ولاية بسكرة (بدون تاريخ
 
 
 
آثار مسجد قديم 1856

أحد شوارع مدينة بسكرة 1899

أحد شوارع مدينة بسكرة 1899-

أحد شيوخ مدينة بسكرة 1860-1890

 
احد مساجد بسكرة القديمة

البدو الرحل - 1896-1890

الفندق القديم 1860-1890

بسكرة القديمة 1821-1894

 
بسكرة القديمة 1900

بسكرة القديمة إبان الإحتلال الفرنسي ( المصور أوغست مور)

بسكرة القديمة

جلسة سمر بسكرية

 
سوق شعبي 1899

سوق شعبي في مدينة بسكرة 1899

شيخ من شيوخ مدينة بسكرة 1860-1890

فندق رويال وسط مدينة بسكرة 1900

 
لباس تقليدي لنساء مدينة بسكرة

لباس نسوي تقليدي من مدينة بسكرة قديما -زي نايلي- (المصور أوغست مور

منظر عام لبسكرة في سنة 1930

واحات النخيل بمدينة بسكرة 1880